توطين زراعة الشيا في المملكة: خطوة نحو الاستدامة الزراعية والأمن العذائي

أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن نجاحها في توطين زراعة نبات الشيا في عدة مناطق ذات ميزة نسبية بالمملكة، وخاصة في منطقة مكة المكرمة. ويأتي هذا الإنجاز ضمن الجهود المستمرة لتطوير القطاع الزراعي من خلال إدخال محاصيل جديدة تتكيف مع الظروف المناخية المحلية، مما يعزز الأمن الغذائي والاستدامة البيئية في المملكة.

نبتة الشيا: خصائصها وفوائدها

تنتمي نبتة الشيا إلى عائلة النعناع، وموطنها الأصلي أمريكا الوسطى. وتتميز بأنها نبتة مستديمة الخضرة ذات أوراق بحواف مسننة، وأزهار صغيرة تتنوع ألوانها بين الأرجواني والأبيض. كما تمتلك معدل تلقيح مرتفع، ويصل ارتفاعها إلى متر واحد، بينما تتراوح إنتاجية الهكتار الواحد بين 800 إلى 1200 كجم من بذور الشيا. وتعتبر هذه النبتة من المحاصيل غير التقليدية، حيث تنمو بسرعة وتحتاج إلى نحو 130 يومًا فقط في التربة مع استهلاك منخفض للمياه، مما يجعلها خيارًا زراعيًا مستدامًا.

دعم الوزارة لتوطين زراعة الشيا

حرصت وزارة البيئة والمياه والزراعة على دعم زراعة الشيا في المناطق المناسبة من خلال برامج ومبادرات واعدة، مثل برنامج "ريف السعودية"، الذي يسهم في تمكين المزارعين ودعمهم في زراعة المحاصيل ذات القيمة العالية. ويهدف هذا التوجه إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي للمملكة من المنتجات الزراعية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

تأقلم نبات الشيا مع البيئة السعودية

أثبتت التجارب الميدانية نجاح زراعة الشيا في المملكة، حيث تكيفت النبتة مع الطقس الدافئ، إذ تتراوح درجات الحرارة المناسبة لنموها بين 15-30 درجة مئوية. كما تم تنفيذ تجربة زراعتها في محافظة الطائف بمنطقة مكة المكرمة على مساحة 100 متر مربع بطول، و70 مترًا مربعًا عرضًا، مما يمهد الطريق نحو التوسع في زراعتها وزيادة إنتاجها محليًا.

القيمة الاقتصادية والصناعية لنبات الشيا

لا تقتصر فوائد الشيا على المجال الزراعي فحسب، بل تمتد لتشمل العديد من الصناعات التحويلية، مثل الأغذية والمشروبات، ومستحضرات التجميل، والزيوت الطبيعية، مما يجعلها محصولًا واعدًا ذا مردود اقتصادي كبير. وتتم زراعتها باستخدام السماد العضوي تام التحلل بمعدل 30 مترًا مكعبًا للهكتار، مع التسميد الكيميائي المتكامل، مما يعزز كفاءة إنتاجها وجودتها.

نحو مستقبل زراعي مستدام

يعد نجاح توطين زراعة الشيا في المملكة خطوة مهمة نحو تعزيز الاستدامة الزراعية، وزيادة الإنتاج المحلي، ودعم الاكتفاء الذاتي، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. ومن المتوقع أن تسهم هذه المبادرة في تنويع المحاصيل الزراعية، وتحقيق المزيد من الإنجازات في قطاع الزراعة المستدامة في المملكة.